الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

ما معنى الخوف من الله ؟

بسم الله الرحمن الرحيم


لنشبه القلب هنا بأنه بركة من الماء النقي الصافي فوقعتْ عليه قطرات من الزيت فعكّرت صفوَ مائه واضطرب ، وكذلك قلبُ المؤمن الصافي يتعكّرُ صفاؤه أحياناً من الذنوب والمعاصي فيضطرب منها ويهرب ويلتجئ إلى الله تعالى ، هذا هو الخوف من الله 

أما مانراه في قصص الخوف من الله وتأنيبالنفس لمدة سنين طويلة على الذنوب والمعاصي والنحيب عليها ، فهذا ليس خوفاً من الله أصلاً بل هو يأس من رحمة الله تعالى 

من الطبيعي أنْ نُخطئ ونقترف الذنوب والمعاصي لأننا بشر ، بل من غير الطبيعي أن نكون معصومين من الزلات والخطأ ، قال عليه الصلاة والسلام :
( والذي نفسي بيده لو أنكم لم تذنبوا لذهب اللهبكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) رواه الإمام مسلم

هذا هو الخوف من الله عندما يتعكر صفوَ القلبمن الذنوب والمعاصي نلتجئ إلى الله تعالى لتنقية القلب وتطهيره


الخوف من الله هو اللجوء لله 

إذا استشعرنا الخوف من الله تعالى  فهذا يعني أن قلوبنا نقية نظيفة من التعلّق فيما سوى الله سبحانه

إذا كنا صادقين فعلاً في مشاعر الخوف من الله تعالى فهذا يعني عمق التوكل على الله تعالى والتفويض له وعدم انشغال القلب وارتعابه من الخلق أو من الظروف والجيوش أو الذنوب

الخوف من الله تعالى يعني تحقيق كامل الإيمان به سبحانه وعدم الهروب أثناء المحن والرخاء للبشر بل لرب البشر ، فمصداق الخوف الحقيقي من الله تعالى هو اللجوء إليه ، كما قال تعالى :(( ففروا إلى الله))
الخوف من الله تعالى يختلف من الخوف عن غيره ، فالله تعالى إذا خفناه رجوناه ، أما البشر إذا خفناهم هربنا منهم ومات الرجاء والأمل فيهم 

ففروا إلى الله ، لأنك عندما تفر وتعتصم بالله تتلاشى كل عقبة أمامك ، فما أجملك يارب حتى في الخوف منك لذة وحلاوة

ففروا إلى الله ، الخشية من الله تعالى  تورث في القلب لذة قد حُرِمَ منها المنافقون


إذا قلنا أن معنى الخوف هو عكس الأمن ، فكيف يكون الخوف من الله ؟
الخوف من الله هنا يعني أننا نؤمن أن مصدر الأمن لنا هو الله تعالى ، لأنه سبحانه يمللك النفع والضر  ، يملك الجنة والنار ، فنخافه استشعاراً بعظمته تعالى ، فالقلبُ هنا بين رغبة ورهبة ، رغبةٌ بالأمن وبلطفه سبحانه بنا ، ورهبةٌ من الوقوع في النار




--

بين الخوف والرجاء

الرجاء : الرغبة في حصول الشيء وطمع القلب به

الخوف : 
 تحرك القلب واضطرابه من الوقوع في الشيء


قال الإمام ابن القيم في (طريق الهجرتين) :

" وأما الخوف فإنه يوجب هروباً إلى الله وجمعية عليه ، وسكوناً إليه ، فهي مخافة مقرونة بحلاوة وطمأنينة وسكينة ومحبة  
، وليس الخوف من الله ـ عز وجل ـ  فقط لكثرة الذنوب ، بل بصفاء القلوب  وكمال المعرفة

الخوف من الله لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب ، والفزع ، والهلع ، كحال ذلك الذي يستشعر الخوف من الأسد  بل يراد به ما ذكرنا ، من زجر عن المعاصي ، وكف عنها ، وإقبال على الطاعات  واختيار لها "

--

الخشية من الله تعالى : "تعريفي الخاص"
أثر يجده القلب من نَظَرِه لعظمة الله تعالى وهوان السماوات والأراضين ومافيهما أمامه 


--

للخوف والتذلل والمسكنة بين يدي الله تعالى لذة لا يعرفها إلا قلب العابد الصادق 

الخميس، 5 سبتمبر 2013

نورُ الله


مخطئٌ من ظن أنّ الله تعالى يسطعُ نوره فقط على عباده الصالحين ، أو أنه سبحانه حِكرٌ فقط على أهل مذهبه أو جماعته الإسلامية ..
أو ظنّ أنّ اللهَ تعالى لا يُجيب إلا دعوة المسلمين دون سواهم ، أو من يعبده من أهل الديانات السماوية الأخرى ..

كلا و الله " اللهُ نورُ السّماواتِ والأرض" سورة النور
بابه مفتوح لمن أسرف على نفسه وغرق في وحلِ المعاصي : " قُلْ ياعبادي الذينَ أسرفوا على أنفسِهم لا تقنطوا من رحمةِ الله " سورة الزمر

يجيبُ مَنْ دعاه ولو كان من المشركين ، يجيب دعوة المظلوم الكافر حتى لو كان من ظلمه مسلما ، فهو العادل سبحانه ، كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم " اتقوا دعوة المظلوم ، وإن كان كافرا ، فإنه ليس دونه حجاب " رواه الإمام أحمد

بل يجيبُ مَنْ دعاه ولو كان من المحاربين للإسلام ، كما في قصة عكرمة بن أبي جهل قبل إسلامه عندما كان في سفينة البحر ..
وقصة عكرمة رضي الله عنه ، أنه لم يكن قد أسلم بعد في أيام فتح مكة ، فهرب إلى البحر ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أهدر دم عكرمة ولو تعلّقَ بأستار الكعبة ، فهرب إلى البحر وركب السفينة ..
فأصابت السفينة عاصفة ..
ويكمل القصة سيدنا سعد بن مالك فيقول :
" فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة :أخلصوا ، فإنّ آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ها هنا ، قال عكرمة : والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ، لا ينجني في البر غيره ، اللهمّ إنّ لك عهداً إنْ أنتَ عافيتني مما أنا فيه أنْ آتي محمداً حتى أضع يدي في يده فلأجدنّه عفواً كريما " -الضياء المقدسي ، الأحاديث المختارة

ثمّ جاء مكة فأسلم ..
الشاهد هنا أنّ اللهَ تعالى استجاب دعاء عكرمة مع أنه كان كافراً بل مهدر الدم 

فلا تجعل حجاب المعاصي يحول بينك وبين نور الله تعالى ، بل ادعُ اللهَ تعالى دعوة خالصة وناجه بروحك قبل لسانك ، فهو الكريم سبحانه يجيب دعوة كل الناس

بقلم :
عبدالعزيز القطان 
@alquttan



الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

ابحث عن الحب يتلاشى الخوف


ابحث عن الحب يتلاشى الخوف

هناك معلومة في علم الطاقة تقول : الطاقة الإيجابية لا تجتمع بمكان ووقت واحد مع الطاقة السلبية ، نستلهم من هذه المعلومة طريقة عملية جميلة للتخلص من الطاقة السلبية ألا وهي الانتباه بوجود الحب والجمال حولنا 

إذا انتبهت لهدوء وسكون الوردة تلاشت الأفكار المزعجة من ذهنك ، فكيف تجتمع عاصفة الأفكار مع نسيم الربيع !!
فعندما تنتبه لسكون الشجرة أو الوردة لمدة خمس دقائق فهذه الفترة كفيلة لتعطيك معنى جديد للحياة وتغوص لعمق السكينة والحب بداخلك 

إذا انتبهت لجمال وروعة السماء تلاشت خشونة المشاعر السلبية من صدرك 

إذا حَضَرَ ماءُ الوعي تفَتَتَ ملحُ الهمِّ والكدر
إذا حضَرَ ماءُ الوعي نبَتَ الحب وزالَ جفافُ القلب

عبدالعزيز القطان