بسم الله الرحمن الرحيم
( نبع الإيمان )
منِ المعلوم أنّ الإيمان يزيد و ينقص ، و لقد عشتُ في زنزانةٍ انفرادية بضعة أشهر ، أحسبُ أنَّ إيماني قد زادَ بها . . و سما قلبي و طار عالياً في الكون لشيءٍ فعلته و اشتغلتُ به طوال هذه الفترة . .
ألا و هو قراءة القرآن الكريم
كيفَ لايكون هذا هو الحال مع القرآن و أحدنا يطيرُ فرحاً و يمتلئ سروراً إذا ما أرسلَ له أحد أحبابه من بني البشر رسالةً له . . فيقرؤها بعينين واسعتين و قلبٍ فرح متلهف لتذوق كلَّ حرفٍ فيها . . و يعيد قراءتها مراراً وتكرارا . .
فكيف هو شعورنا عندما نقرأ كلامَ ربنا الودود سبحانه و تعالى . .
يا الله ، ربنا العظيم جل جلاله رب السماوات و الأراضين الذي بيده هذا الكون كله ، رب العالمين يرسل إلينا كلامه . .
القرآن الكريم :
هي الحروف القدسية و الكلمات النورانية يحتضن بعضها بعضا ، لتشكل لنا آيةً قرآنيةً كريمة منْ كلامِ الله تعالى البديع . .
فتسري هذه الآيات متدفقةً إلى سويداء القلب ، ليشرب القلبُ منها ويرتوي كلما أحس بجفاف إيمانه . . حتى تصير صحراء القلب القاحلة واحةً خضراء عامرةً بالإيمان . .
فإذا أدمن القلب على قراءة القرآن ، فإنه يجد هذه الآيات القدسية تتغلغل في أعماق القلب ، و تفعل بالقلب الأفاعيل العجيبة . .
فهي دواءٌ للقلب تشفيه من آلامه و تضمد جروحه المثخنة ، و هي مطهرةٌ للقلب منقيةٌ له من الشوائب التي ترسبت في قاعه و أثقلته . .
ما أجملكَ ربي و أرحمك على عبادك . .
اللهم لكَ الحمد على نعمة القرآن الكريم . .
عبدالعزيز القطان