السبت، 31 أغسطس 2013

السعادة ابتسامة قلب :)





بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نَـستعين . . . و ندعوا اللهَ أنْ يُـعين

الحمدُ لله ، ثُـمّ الحمد لله . .
و الصلاةُ و السلام على رسول الله . .





مناسبة هذا الموضوع ، صورة رأيتها للمصورة MoiQ8 * و أثرت فيني و حركت مشاعري يمنةً و يسرة ، فكأن قلبي أمواجَ بحرٍ لعبت فيه عاصفة . .
كنت أظن أنّ أجملَ شعور يعتري الإنسان هو حلول الطمأنينة في قلبه و حصول الفرج و أفول مشاكله بعد الكرب و الشدة . .
ثمّ عندما قرأت كتب الحب و سمعت عن تجارب الناس حولي حسبتُ أنّ أعظم شعور يحس به الإنسان هو أن ينبض قلبه بحبٍ صادق يعيشه مع توأم روحه . .

لكني اليوم أظن - على عظم و سمو المشاعر السابقة - أنّ أعظم شعور قد يعتري الإنسان في هذه الدنيا هو شعور الأمومة عند المرأة أو الأبوة عند الرجل ، و الأمومة بلا شك أقوى ، لأنّ الصعاب تقع عليها أشد بكثير من الرجل ،وكلما كثرت في الصعاب في السبيل ، كلما زادت نشوة الفرح عند تحقق الهدف 

* *

المشهد الأول :

" المشاكل تورث غصّةً في القلب و لوعة . . ثم يأتي الفرج " 

تنوح الفتاة من الضيق و الكدر :
إيــه 
الدمعُ سالَ و على الخدودِ إنهمَـر . .
و القلبُ من شدّةِ الهمِّ إنفطَـر . .

ما لسهام الكرب ألا تعرف الإتِّـئاد !! * *
ما لها تسكن ثُـمّ تَـتجمع و تقتحم القلب في وقتٍ واحد اقتحاما !
إني أكادُ - لولا إيماني - أنْ أنتحر لعظم ما أصابني و حلَّ بي من البلاء 

أتعلمون !!
لو قيل لي :
ماهو أجمل شعور يحس به الإنسان في هذه الدنيا !!
لأجبت :
شعوره حالةَ انفراج حزنه و همّـه 
- و تمضي الأيام تلوَ الأيام و تضحك لها الأيام - 
سبحان الله بالأمس أبكي و يتحشرج صوتي و اليوم أسجد سجودَ الشكرِ لله تعالى 

* *

فما تقولون في هذا الشعور . .
برأيي : لو أنّ هذه أعطيت مئة ألف دينار لأنفقتْ نصفها في سبيل الله تعالى فرحاً لما آلَ إليه حالها 








المشهد الثاني :

" لقاء المحبين "

إنه لا يريد أنْ يظلم أيّ حاسةٍ من حواسه ، فهو يريد أنْ يروي كلَّ عضوٍ من أعضائه من الحب . .
تارةً يـُـشغل عقله . . فيسرح بخياله في محبوبه و تتوالد الذكريات الجميلة أمام ناظره . .
و تارةً يـُحرك لسانه بذكر اسمها . .
و أما أصابع اليدين فكأنها ما خـُلقتْ و بها الفراغات إلا لنسد بها أصابعنا و نشبكها بأصابع الحبيب ، و كما قيل :

" تلك الفراغات التي بين أصابعنا خـُلقتْ لتملؤها أصابع يد الحبيب "

و تتلاقا العينان . . و ينطق اللسان : أحبك 
و لا تكفيه هذه الكلمة فتؤكد دموعه ذلك ، و يكررها توكيداً " أحبك ، أحبك " و يضع كفه على بطنها الذي يضم طفلهما المنتظر و يحتضنها بيده الثانية و يقسم " و اللهِ أحبك " 

* *
فمارأيكم بهذا الشعور . .
ألا توافقوني أنّ لو كان للحب رائحة لفاض المكان بأطيب العطور 







المشهد الثالث :

" الأمومة "

تخطو المرأة عدة خطوات فتحقق النجاح فتستلذ بطعمه . .
ثم تمر بها الأيام فتلتقي بتوأم روحها . . فتكاد تطير فوق الأرض و تعانق السحاب لفرحها 
لكن لا يوجد شعور في حياة المرأة تشعر به بنشوة الفرح و السرور أعظم من شعورها بالأمومة و حضنها لمولودها الأول . .
للتو يأتي المخاضُ الأمَ فتعتصر ألماً فيخرج مصدر الألم - طفلُها - . .
فكأن روحها هي التي خرجت ، و هذا صحيح . . إلا أنّ روحها ماخرجت و لكن انفصل جزءٌ منها ، فهاهو طفلها قطعةٌ منها خارج جسدها ، فما يؤذيه يؤلمها ، و ما يسعده تطير فرحاً لأجله 
عملية الولادة هي لحظات تجتمع فيها ذروة الألم عند المخاض و قمة النشوة و الفرح عند رؤية طفلها 

فكأن شعورها أشبه ما يكون بشعور من عوقب في النار و ذاق جحيمها ، ثمّ أدخلَ الجنة واستلذ بطيب و حلاوة نعيمها . .
كل شيءٍ يتغير بالمرأة بعد المخاض إلى وقت رؤية طفلها واحتضانه عدا دموعها فإنها تبقى . . إلا أن هذه الدموع تتحول من معاني الألم إلى معاني الفرح 


و تلتقي عيناها بجسد طفلها . . فيبتسم قلبها ، حتى تحسب أن كل معاني السعادة في هذه الدنيا اجتمعت في قلب هذه المرأة . .
كأنها ماقنعت برؤية طفلها فطمعَ كفُّـها باحتضان وليدها . .
و تلاقا الجسدان . . كأنها بوضع كفها على طفلها تريدُ أن تصنع هالةً تحميه من أي أذى يقع له من حوادث هذه الدنيا و مصائبها 






ختام المخاض ولادة طفل ، و ختام الألم ابتسامة قلب : )

حمل المرأة كأنه درسٌ لنا لتحمل المشاق و الصعاب في سبيل تحقيق أهدافنا لأجل الحصول على السعادة ، فنحن لا نبلغ قمة الجبل إلا بعد بذلنا لخطوات التعب 


أيها القارئ الكريم . . هل استنتجتَ ما استنجتُه أنا : أنّ السعادة شعورٌ يأتي في وقت الرخاء . . لكنه لا يأتي أبداً إلا بعد ما يمر به الإنسان من الشدة و البلاء

قلتُ في مقالةٍ لي بعنوان ( يا مهمومين : و ما هي إلا ساعةٌ ثم تنقضي ) :

" ألا ترى أنّ الشمعةَ لا تنير إلا بعد الإحتراق. .
ألا ترى أنّ الذهبَ لا يخلو منالشوائِـبِ إلا بعد صهره. .
ألا ترى أنّ العودَ لا تَـفوحُ رائحته إلا عندما يحتضنه الجمر. .
ألا ترى أنّ الشهيدَ لا يَـرتقي للفردوس الأعلى إلا بعد غرقه بدمائِـه "
و صلي اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين 

و كتبه :
عبدالعزيز القطان 


- - - الهوامِـش - - - - - - 
http://www.flickr.com/photos/moiq8/
**الإتئاد : المشي برفق

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

مشاعر لم اكن ادركها شكرا لك

غير معرف يقول...

شكرا لك .... كلام جميل

غير معرف يقول...

شكرا على اسلوبك الاكثر من جميل ، مشاعر الحب الحقيقي يكتمل وراء الأمومة ♥♥

غير معرف يقول...

كلمات في قمه الروعه ❤️❤️